الطاغوت
الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع من دون الله. وقد أمر الله عباده أن يكفروا بالطاغوت ويؤمنوا به
﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
أنواع الطاغوت
الطواغيت كثيرة، لكن يمكن حصر رؤوسهم في خمسة كما ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
١. الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله
والدليل قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾
٢. الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى
والدليل قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾
٣. الذي يحكم بغير ما أنزل الله
والدليل قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾
٤. الذي يدعي علم الغيب من دون الله
والدليل قوله تعالى:
﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾
وقال تعالى:
﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾
٥. الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة
والدليل قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾
الكفر بالطاغوت
الكفر بالطاغوت ركن من ركني لا إله إلا الله، ولا يصح إيمان العبد إلا به
معنى الكفر بالطاغوت:
الكفر بالطاغوت هو التبرؤ منه والبراءة من عبادته واعتقاد بطلانها، وبغضه وبغض أهله ومعاداتهم.
أهمية الكفر بالطاغوت:
الكفر بالطاغوت شرط في صحة الإيمان بالله، وهو ركن من ركني كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، فـ "لا إله" نفي وكفر بكل ما يُعبد من دون الله، و"إلا الله" إثبات للعبادة لله وحده.
﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا ﴾
﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾
للكفر بالطاغوت أربعة أركان:
- اعتقاد بطلان عبادة غير الله: وهو الاعتقاد الجازم ببطلان كل عبادة لغير الله، ووجوب صرف العبادة لله وحده.
- ترك عبادة الطاغوت: وهو الامتناع عن عبادة غير الله، وصرف جميع أنواع العبادة لله وحده، فلا يسجد لغير الله، ولا ينذر لغير الله، ولا يذبح لغير الله... إلخ.
- بغض الطاغوت ومعاداته: وهو بغض كل ما يُعبد من دون الله ومعاداته والبراءة منه وإنكاره بالقلب واللسان.
- تكفير من عبد الطاغوت: وهو الحكم على من عبد الطاغوت عن علم واختيار بأنه كافر مخالف للإسلام.
﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى ﴾
أمثلة على الطاغوت في الواقع المعاصر
صور من الطواغيت في عصرنا الحاضر
طاغوت التشريع:
القوانين والأنظمة المخالفة لشرع الله، والتي تحل ما حرم الله أو تحرم ما أحل الله.
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾
طاغوت الكهانة والعرافة:
كالمنجمين ومدعي معرفة الغيب والمستقبل، والذين يزعمون الاتصال بالجن والكشف.
طاغوت الأهواء والشهوات:
اتباع الهوى وتقديمه على شرع الله.
﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾
طاغوت المال:
تقديس المال وجعله غاية الحياة.
ينبغي على المسلم أن يحذر من هذه الطواغيت، وأن يكفر بها ويتبرأ منها، وأن يخلص عبادته وطاعته لله وحده.